للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باسم "دربند" قائلين إنه كان يعد أهم مكان في العصر الساساني. لأن المتغيرين ما كانوا يستطيعون مهاجمة إيران الشمالية إلا من هذا الطريق، فكان المكان مفتوحًا للمملكة الإيرانية، يملكها من يملكه.

ولما فتح العرب هذه الجهات في القرن الأول من الهجرة، أدركوا أهمية المكان كالساسانيين، فدعوه "باب الأبواب" عوضًا من "دربند" وسماه البعض "باب الخزر" أو "باب الترك" لأنه كان الطريق لغارات هذه الشعوب. والاسم ترجمة حرفية لاسمه الرومي "كاسبين بورتا" أي باب الخزر". اهـ.

ويختم أبو الكلام حديثه بقوله:

"لقد كان في عصر غوروش أكبر خطر على آسيا الغربية من جهة قبائل سي تهين، وكان طريق غاراتهم من مضيق داريال، ولكن الوضع الجغرافي تغير بعد ألف عام، فلم يبق خطر من قبل سي تهين، ولكن حلت محله أخطار أخرى، كان أكبرها من جهة الإمبراطورية الرومانية الشرقية في بيزنطة التي كانت تنافس الإمبراطورية الفارسية، وتحاول القضاء عليها. وهي لم تكتف بطرق آسيا الصغرى المطروقة في حروبها، بل كانت تطرق هذا الطريق كذلك. ثم كانت هناك القبائل التركية في سهول بحيرة يورال وبحر الخزر التي انتشرت جماهيرها في الشمال، وكانت هي تهاجم الجهات الشمالية من الإمبراطورية الفارسية، فكان لزاما أن يحصن هذا المكان باهتمام كبير، وعلى ذلك شيد أنوشروان جدار دربند وسد به هذا الطريق في وجه المهاجمين". اهـ رسالة (ويسألونك عن ذي القرنين).

أقول:

إن هذا التوجه الذي اتجه إليه أبو الكلام هو الذي يناسب سبب النزول وهو الذي تقوم به الحجة، وهو الذي تتحقق به المعجزة فيكون ذلك علمًا من أعلام نبوة رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهو الذي ينسجم مع الواقع الحالي للمعرفة البشرية، كما أنه ينسجم مع حديث: "ويل للعرب من شر قد اقترب". وينسجم مع حديث: "أخرج بعث النار ... ". ولا يتعارض مع نص قرآني إذ يمكن أن تفهم النصوص على ضوئه فقوله

<<  <  ج: ص:  >  >>