للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى على لسان ذي القرنين: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} (١) لا يشترط في فهمه أن يكون الوعد هو يوم القيامة بل هو اليوم الموعود لخرابه، وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} (٢). لا يشترط أن يكون خروجهم بين يدي الساعة منوطًا بوجود السد بل المراد خروجهم من مواطنهم غازين هذا العالم ومنه بلاد الشام، ويحتمل أن يكونوا هم شيوعي هذا العالم -إن بقوا-، ويحتمل أن يكونوا شعوب الاتحاد السوفياتي خاصة، ويحتمل أن يكونوا الصينيين خاصة، ويحتمل أن يكونوا غيرهم ولا يتحددون إلا بظهورهم بين يدي الساعة.

إن تحقيقات العلماء كلها منصبة على أن يأجوج ومأجوج من ذرية آدم من ولد يافث ابن نوح ويدخل في ذرية يافث الروم والترك والجنس الآري والجنس الصيني، وعلى ذلك فسكان الهند والصين وشعوب شرقي آسيا وشعوب أوروبا أكثريتهم من ولد يافث ابن نوح، فمن هم الذين يعتبر خروجهم ومجيئهم بكثرتهم الكاثرة إلى بلاد الشام؟ هم يأجوج ومأجوج الذين يعتبر خروجهم من أشراط الساعة؟ الاحتمالات متعددة، والظاهر أنهم يأتون من الشرق.

لقد غزا في عصرنا الاتحاد السوفياتي أفغانستان وأصبح بينه وبين بلدان الخليج أقل من أربعمائة كيلو متر وهذا نموذج على ما يمكن أن يفعله شيوعيو الاتحاد السوفياتي -إن بقوا- في يوم ما تجاه منطقتنا، والصينيون يبلغون اليوم مليارًا، ولا يبعد أن يجتاحوا آسيا في يوم من الأيام وهذا نموذج على ما يمكن أن يحدث.

وقد وجدت روايات كاذبة حول السد ويأجوج ومأجوج، ووجدت روايات ضعيفة، فإذا ما وجد تحقيق قوى يمكن أن تفهم على ضوئه النصوص القرآنية والنصوص الحديثية الصحيحة والحسنة فإنه يكون مقدمًا حتى يأتي تحقيق آخر أقوى منه.

ومع ذلك كله فالأسلم التسليم والتفويض.

وقد مرت معنا بمناسبة الكلام عن عيسى ابن مريم وفي أحاديث الدجال أحاديث كثيرة لها علاقة بيأجوج ومأجوج ومع ذلك أفردنا لها هذه الفقرة.


(١) الكهف: ٩٨.
(٢) الأنبياء: ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>