للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقول ما يقول فيه- فيقال لا دريت، ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من جديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين".

ولمسلم (١) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا وضع في قبره" ثم ذكر نحو ما تقدم إلى قوله: لنا أنه "يفسح له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأ عليه خضرًا إلي يوم يبعثون" لم يزد على هذا.

وفي رواية أبي داود (٢): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك، فيقول له: ما كنت تعبد؟ فإن الله هداه، قال: كنت أعبد الله، فيقول: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء بعدها، فينطلق به إلى بيت كان له في النار، فيقال له: هذا كان لك، ولكن الله عصمك، فأبدلك به إلى بيتًا في الجنة، فيراه، فيقول: دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي، فيقال له: اسكن".

قال: "وإن الكافر، أو المنافق إذا وضع في قبره: أتاه ملك فينهضه، فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت، فيقال له: ماكنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت أقول ما يقول الناس، فيضربه بمطراق بين أذنيه، فيصيح صيحه يسمعها الخلق غير الثقلين".

وفي رواية أبي داود (٣) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلا لبني النجار فسمع صوتًا، ففزع، فقال: "من أصحاب هذه قالوا: يا رسول الله، ناس ماتوا في الجاهلية، قال: "تعوذوا بالله من عذاب القبر، ومن فتنة الدجال" قالوا: ومم ذاك يا رسول الله" قال: "إن


(١) مسلم: الموضع السابق.
(٢) أبو داود (٤/ ٣٣٨) كتاب السنة، باب في المسألة في القبر، وعذاب القبر.
(ولا تليت): يقال: لا دريت ولا تليت، أي: لا تبعت الناس بأن تقول شيئا يقولونه، وقيل: هو من قولهم: تلا فلان تلو غير عاقل: إذا عَمِلَ عَمَلَ الجُهال، يعني: هلكت فخرجت من القبيلتين، وقيل: معناه: ولا قرأت، وقلبت الواو ياء للازدواج.
(٣) أبو داود: الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>