للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والظاهر أن جمع الشمس مع القمر يكون مع طي السموات وغيرها وذلك في النفخة الأولى.

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} (١).

التكوير: اللف للرفع. والمراد هنا: ذهاب ضوئها بين يدي دمجها مع غيرها في كتلة واحدة. انكدار النجوم: انقضاؤها بدمجها مع بعضها ومه ما شاء الله. تسيير الجبال: يكون بعد دكها حتى تكون هباء فتسوى مع بقية الأرض، تسجير البحر: جعلها نارًا، وذلك كله يكون بالنفخة الأولى. العشار: هي الإبل. وتعطيلها: عدم وجود مالك لها، وحشر الوحوش: دليل على أن الحيوانات تبعث لإقامة العدل ثم تكون ترابًا، وهذا وهذا مع تزويج الأنفس للأجساد، وما جاء بعد ذلك في الآيات يكون بعد النفخة الثانية، والله أعلم.

{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ * وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (٢).

{طُمِسَتْ} طمس النجوم: ذهاب ضوئها بين يدي دمجها مع غيرها، وفسرها بعضهم بالانسحاق وما ذكرناه هو تفسيرها، وقوله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ}: أي صدعت وانشقت بين يدي دمجها مع غيرها، وقوله تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}: أي عين لها الوقت الذي تحضر فيه للشهادة على أممها وذلك -الله أعلم- بعد الشفاعة لفصل الخطاب وقبل الحساب والميزان

{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا


(١) التكوير ١ - ١٤.
(٢) المرسلات: ٨ - ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>