للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} (١).

ذكر البيضاوي عند قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} عن علي رضي الله عنه أنها تشق من المجرة، وهذا يكون مقدمة لدمجها مع بعضها. وقوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} أي بسطت وزالت جبالها وآكامها وخرجت من الكروية إلى الانبساط، وهذا وهذا يكون بالنفخة الأولى. وقوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} ألقت ما في جوفها من الكنوز والأموات وتكلفت في الخلو أقصى جهدها حتى لم يبق شيء في باطنها والظاهر أن هذه الأخيرة في النفخة الثانية وما سبقها يكون في النفخة الأولى.

{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} (٢).

(الانفطار): الانشقاق، وهو وانتثار الكواكب مقدمة لجمعها كتلة واحدة، وتفجير البحار: أي فتحها على بعضها وذلك مقدمة لتسجيرها ثم لجعل الأرض لا ارتفاع فيها ولا انخفاض وذلك في النفخة الأولى، يحدث بهذه النفخة نوع من بعثرة القبور، والظاهر أن مقدمة ذلك في النفخة الأولى حتى إذا كانت النفخة الثانية كان الإحياء والبعث.

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} (٣).

الظاهر أن هذا المشهد يتحدث عن النفخة الثانية في أوله، وفي آخره يتحدث عما يكون في النفخة الأولى.

{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} (٤).


(١) الانشقاق: ١ - ٥.
(٢) الانفطار: ١ - ٥.
(٣) عم: ١٧ - ٢٠.
(٤) الحاقة: ١٣ - ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>