للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعند الحساب والميزان تكون شفاعات وبعد ذلك تكون شفاعات.

والحيوانات يقضى بينها ثم تكون ترابًا.

ومن الحشر إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار تكون هناك مظاهر الجلال الإلهي وتتجلى هيبة الملائكة من ربهم وطاعتهم له، وتظهر مظاهر من كثرة جند الله وضبطهم للأمور على مقتضى أمر الله وتظهر الجندية الكاملة للملائكة ويظهر من جلال الله ما تزداد به قلوب المؤمنين رهبة وتبلغ قلوب الكافرين الحناجر، وكل وصف إلا وصف النصوص لما يرجى في عرصات اليوم الآخر قاصر عن تأدية المراد، ومع دقة الوصف في النصوص، فالنصوص تذكر أنه يوم يأتي تأويلها على أرض الواقع يظهر للكثيرين أكثر مما قدروه أو توقعوه، قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (١)، وقال تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (٢)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء، فخطب، فقال: "عرضت علي الجنة والنار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا". قال فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه. قال: غطوا رؤوسهم ولهم خنين (٣).

والنصوص في الحشر والموقف وما يكون في ذلك اليوم الطويل كثيرة.

نسأل الله أن يجعلنا من أهل كرامته وولايته وهذه بعض نصوص من الكتاب والسنة في هذا الشأن وقد مرت وستمر معنا نصوص كثيرة لها علاقة بهذا المقام.


(١) الزمر: ٦٧.
(٢) الزمر: ٤٧.
(٣) البخاري (٨/ ٢٨٠) ٦٥ - كتاب التفسير، ١٢ - باب {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ ...}.
ومسلم (٤/ ١٨٣٢) ٤٣ - كتاب الفضائل، ٣٧ - باب توقيره صلى الله عليه وسلم. ولهما روايات أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>