للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} (١).

أقول: وللمفسرين أكثر من اتجاه في فهم الآية فبعض المفسرين ذهب إلى أن هذا يحدث لهم بعد الموقف حيث يؤمر بهم إلى النار، وبعضهم حملها على أنهم يحشرون بعد نشرهم إلى أرض المحشر هكذا، وبعضهم حملها محامل أخرى والكلام يراد به الكافرون والظاهر أن الكافر يوم القيامة تكون له أكثر من حالة بالنسبة للعمى والصم والبكم، ففي بعض المواقف يكون أعمى وأصم وأبكم وفي بعض المواقف يكون بصيرًا سميعًا متكلمًا وفي بعض المواقف قد يسلب منه السمع أو البصر أو الكلام. والله أعلم.

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ * فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ * هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (٢).

أقول: وهذا الحوار يكون بين المشركين وبين ما كانوا يعبدون من دون الله أو بينهم وبين ما يصورون لهم ممن كانوا يعبدون من دون الله وهذا يكون بعد شفاعة فصل الخطاب إذ تؤمر كل أمة أن تتبع ما كانت تعبد من دون الله.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} (٣).

{وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (٤) {يَوْمَ


(١) الإسراء: ٦٧.
(البكم): الخرس.
(٢) يونس: ٢٨ - ٣٠.
(فزيلنا بينهم): أي فرقنا بينهم وقطعنا الوصل التي كانت بينهم.
(٣) يونس: ٤٥.
(٤) يونس: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>