للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجوهم، وهكذا سواد على سواد وظلمة على ظلمه، ولعل الذين يفتخرون ببياض الألوان في هذه الدنيا وينتقصون من كانت خلقتهم سوداء ويعاقبون بما عابوا عليه غيرهم في الدنيا إذا كانوا من أهل الإيمان، والمعروف أن المسلم لا عبرة عنده للسواد الخلقي وأن الكافرين وحدهم هم الذين يعطون لهذا الأمر وضعه المقيت في الدنيا. والمفازة هي الفلاح.

{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (١).

{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ} (٢).

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (٣).


(١) الكهف: ٤٧ - ٤٩.
قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا} أي مصطفين كالجند في وقفة هيبة وخوف.
وقوله تعالى {كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي عراه غير مختونين لا شيء معكم ..
وقوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ} أي صحائف الأعمال وذلك يكون قبل الحساب وبعد مواقف متعددة تكون يوم القيامة.
(٢) إبراهيم: ٤٢ - ٤٥.
قوله تعالى: {لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} محلقين مقبلين بأبصارهم لا تطرف هيبة وخوفًا.
قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ} مسرعين إلى الداعي. {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ}: رافعيها.
{لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} تبقي شاخصة لا تطرف أو لا يرجع إليهم نظرهم فينظرون إلى أنفسهم.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}: أي خالية عن الفهم لفرط الدهشة والحيرة أو هي من الخوف كأنها غير موجودة.
(٣) هود: ١٨.
{الْأَشْهَادُ}: الملائكة والنبيون والجوارح.

<<  <  ج: ص:  >  >>