للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (١).

قوله تعالى {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} معناه أي بما لا ينفع أو لا ينطقون أصلا {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} لأنه لا محل لاعتذارهم بعد ما فعلوه. والظاهر أن عدم النطق وعدم السماح بالاعتذار يكون في بعض المواقف وإلا فقد أخبرنا الله عز وجل أن كل نفس تجادل عن نفسها: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} (٢)، ولكن هناك مرحله في الموقف لا محل فيها لنطق أو اعتذار لهيبة الموقف وهناك مرحلة ينتهي فيها النطق والاعتذار لأن الحجج قد قامت على أهل النار من جهات متعددة فلا فائدة في نطق ولا اعتذار.

{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ * فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} (٣).

{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} أي بين الحق والمبطل.

{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} (٤).

يرى المؤمنون الله عز وجل في عرصات القيامة كما يرونه في الجنة والظاهر أن الآية تتحدث عن رؤيته في عرصات القيامة بدليل ما بعد ذلك وقوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} أي بهية متهللة، {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} أي شديدة العبوس. {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} أي تتوقع داهية تكسر فقار الظهور.

{فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} (٥).

{الصَّاخَّةُ} أي النفخة، {مُسْفِرَةٌ} أي مضيئة {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} أي


(١) المرسلات: ٣٥ - ٣٧.
(٢) النحل: ١١١.
(٣) المرسلات: ٣٨ - ٤٠.
(٤) القيامة: ٢٠ - ٢٥.
(٥) عبس: ٣٣ - ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>