للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غبار وكدورة {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} أي يغشاها سواد وظلمه.

{الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} (١).

{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا * ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا * ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا * وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (٢).

وقوله تعالى {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ} أي لنحشرن كل كافر مع شيطانه مقرونا به. {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} الظاهر أن هذا يكون لجميع الخلق ليزداد السعيد سعادة بأن أنجى من هذه النار ويزداد الكافر هولا بما يرى من مال {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ} أي من كل أمة {أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} أي أكثر عصيانا فنطرحهم فيها {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} أي أولى بالعذاب بالنار {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الكافرون يردونها مسجونين فيها أبدًا وعصاة المؤمنين يسجنون فيها مؤقتا والمؤمنون يردون عليها فوق الصراط في طريقهم إلى الجنة، {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} كان ورودهم واجبًا أوجبه الله على نفسه وقضى بأن وعد به وعدًا لا يمكن خلفه وقيل أقسم عليه. {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} بأن يعبروا إلى الجنة {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} أي باركين على الكرب كما كانوا جاثين حولها والظاهر أن الآيات تتحدث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة وذلك بعد الحساب والميزان فإن الجميع يؤخذ بهم حتى يجثوا حول النار فيشاهدوها عن قرب.

{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) (٣).

هذا المشهد يكون بعد أن تميز الأمم عن بعضها بعضًا ويرى المؤمنون ربهم ويتعرفون عليه فعندئذ يسجد أهل الإيمان ويريد أهل النفاق أن يسجدوا فلا يستطيعون وذلك بعد


(١) الفرقان: ٣٤.
(٢) مريم: ٦٨ - ٧٢.
(٣) ن: ٤٢، ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>