للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع، فيحد لي حدا، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال لي: ارفع يا محمد، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة" قال: فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة "فأقول: يا رب، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن" أي وجب عليه الخلود.

أقول: بدأ الحديث يذكر طلب الشفاعة لفصل القضاء، ثم ذكر الشفاعة للإخراج من النار ودخول الجنة، فالحديث طوى ما حدث من شفاعة لفصل الخطاب لأنها قد حصلت وذكر شفاعات أخرى لأن السامع يفهم ذلك من سياق الخطاب. قال ابن كثير في توضيح هذا المعنى في كتابه النهاية:

والعجب كل العجب من إيراد الأئمة لهذا الحديث من أكثر طرقه لا يذكرون أمر الشفاعة الأولى في أن يأتي الرب لفصل القضاء كما ورد هذا في حديث الصور كما تقدم وهو المقصود في هذا المقام، ومقتضى سياق أول الحديث أن الناس إنما يستغيثون إلى آدم فمن بعده من الأنبياء طمعًا في أن يفصل بين الناس ويستريحوا من مقامهم ذلك كما دلت عليه سياقاته من سائر طرقه فإذا وصلوا إلى المحشر فإنما يذكرون الشفاعة في عصاة الأمة وإخراجهم من النار، وكان مقصود السلف في الاقتصار على هذا المقدار من الحديث هو الرد على الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة الذين أنكروا خروج أحد من النار بعد دخولها يذكرون هذا القدر من الحديث الذي فيه النص الصريح في الرد عليهم فيما ذهبوا إليه من البدعة المخالفة للأحاديث. اهـ.

١٢٠١ - * روى البزار موقوفا عن حذيفة قال: يجمع الله الناس في صعيد واحد ولا تكلم نفس فأول من -أحسبه قال- يتكلم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: "لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك


١٢٠١ - كشف الأستار (٤/ ١٦٧).
مجمع الزوائد (١٠/ ٣٧٧) وقال: رواه البزار موقوفًا ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>