للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقول: وقع في رواية أبي هريرة (أول من يدعى يوم القيامة آدم عليه السلام): هذه الأولية هنا تحتمل الأولية المطلقة وتحتمل الاولية النسبية فإن كان المراد الأولية المطلقة فذلك يكون حين يميز أهل النار من أهل الجنة في الموقف قبل الحساب والميزان وإقامة الحجج، وإن كان المراد الأولية النسبية وهي ما تدل عليه النصوص التي تذكر خطاب الله لرسولنا عليه الصلاة والسلام آذنا له بالشفاعة لفصل الخطاب، فذلك يكون في موقف من مواقف يوم القيامة وذلك بعد أن يتم الحساب والميزان وعندئذ ينادى آدم ليخرج بعث النار، وهذا الذي أرجحه في هذا المقام، وهذه النصوص الواردة في بعث النار تدل على كثرة يأجوج ومأجوج بالنسبة لسكان الأرض، وهذا يرجح ما ذكرناه أثناء الكلام عن يأجوج ومأجوج ويرد على من يزعم أن سد يأجوج ومأجوج لا زال موجودًا يحجزهم عن الخروج وأنهم وإياه في مكان ما على الأرض لا زال مجهولًا، فهذا يتعارض تعارضًا صريحًا مع الواقع المعروف ومع هذه النصوص، ثم إن النصوص القرآنية الواردة في يأجوج ومأجوج لا تفيد ما يذكره هؤلاء بل هي محمولة على ما اتجهنا إليه دون تكلف.

١٢٠٨ - * روى أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة لآدم عليه السلام: قم فجهز من ذريتك تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحدًا إلى الجنة"، فبكى أصحابه وبكوا ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارفعوا رؤوسكم فو الذي نفسي بيده ما أمتي في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود" فخفف ذلك عنهم.

١٢٠٩ - (٢) روي أبو يعلي عن أنس قال: نزلت {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ} إلى قوله {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه، فقال: "أتدرون أي يوم هذا؟ يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعثًا إلى النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحدًا إلى الجنة" فكبر ذلك


١٢٠٨ - أحمد (٦/ ٤٤١).
مجمع الزوائد (١٠/ ٣٩٣) وقال: رواه أحمد والطبراني وإسناده جيد.
١٢٠٩ - مجمع الزوائد (١٠/ ٣٩٤) وقال: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مهدي، وهو ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>