للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أُدخلوا النار قال: "ربنا، إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأدخلهم النار قال: "فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم" قال: "فيأتون فيعرفونهم بصورهم، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذتم إلى كعبيه، فيخرجونهم، فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا" قال: "ثم يقول: أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من إيمان، ثم من كان في وزن بصف دينار، حتى يقول: من كان في قلبه وزن ذرة" قال أبو سعيد: فمن لم يصدق، فليقرأ هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (١).

أقول: الملاحظ أن الروايات التي مرت معنا وبعض الروايات التي ستمر معنا في هذه الفقرة تتحدث عن رؤية الله عز وجل في المحشر قبل دخول الجنة ورؤية الله عز وجل ثانية لأهل الإيمان في المحشر وفي الجنة، وفي حديث أبي سعيد تركيز على مواقف بعينها أما محل هذه المواقف بالنسبة لتسلسل الأحداث يوم القيامة فإنه يحتاج إلى استشراف لعامة النصوص. والظاهر من النصوص أن إدخال أهل النار النار وإدخال أهل الجنة الجنة أنه يكون بعد إقامة أنواع من الحجج ولكن كما ذكر ابن كثير في النهاية أن بعض الرواة يطوون ذكر بعض المشاهد ويركزون على بعض المشاهد، ردا على جاحد أو مبتدع وقد يكون هذا الطي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لتركيز معنى معين عند أصحابه في جلسة من الجلسات ثم يركز على معنى آخر في جلسة أخرى فقد كان من سنته عليه الصلاة والسلام تركيز المعاني في الأنفس حتى إنه كان يكرر الكلمة ثلاثا لتعقل منه.

وقد مرت معنا في رواية أبي سعيد كلمة يحسن أن نقف عندها لأنها تصادفنا كثيرًا وهي قوله عن الصراط: "بلغني أن الجسر أدق من الشعر واحد من السيف" فهذه العبارة حملها بعضهم على الحقيقة، والتحقيق آنها محمولة على المجاز كما مر معنا في العرض الإجمالي لأن نصوصًا أخرى تتحدث عن جنبتي الصراط وليس لحد السيف جانبان.


(١) النساء: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>