للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية الترمذي (١)، عن أبي سلام الحبشي ممطور، قال: بعث إلى عمر بن عبد العزيز، فحملت على البريد، فلما دخلت إليه، قلت: يا أمير المؤمنين، لقد شق علي مركبي البريد، فقال: يا أبا سلام ما أردت أن أشق عليك، ولكن بلغني عنك حديث تحدثه عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوض، فأحببت أن تشافهني به، فقلت: حدثني ثوبان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حوضي مثل ما بين عدن إلى عمان البقاء؛ ماؤه أشد بياضًا من الثلج، وأحلى من العسل، وأكوابه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا، أول الناس ورودًا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسًا، الدنس ثيابًا، الذين لا ينكحون المنعمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد، لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ.

أقول: وعمان البلقاء هي عمان الأردن التي هي عاصمة المملكة الهاشمية الأردنية في عصرنا، ورغبة عمر في سماع الحديث مشافهة أصل كبير من الأصول التي كان يحرص عليها السلف الصالح، فقد كانوا حريصين على التلقي المباشر ولذلك آثار في التربية القلبية والروحية والسلوكية، فالتلقي من أهل الأنوار، والتلقي من أهل العلم العاملين يعطي طالب العلم سمتا وأدبا وتواضعًا.

١٢٣٥ - * روى البخاري ومسلم عن حارثة بن وهب رضى الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: حوضه: "ما بين صنعاء والمدينة"، فقال المستورد: ألم تسمه قال: الأواني؟ قال: لا، قال المستورد: ترى فيه الآنية مثل الكوكب.


(١) والترمذي (٤/ ٦٢٩) ٣٨ - كتاب صفة القيامة، ١٤ - باب ما جاء في صفة أواني الحوض.
وقال: حديث غريب. وهو حديث حسن.
(البريد): خيل البريد: هي المرصدة في الطريق لحمل الأخبار من البلاد.
١٢٣٥ - البخاري (١١/ ٤٦٥) ٨١ - كتاب الرقاق، ٥٣ - باب في الحوض، وقوله الله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ).
مسلم (٤/ ١٧٩٧) ٤٣ - كتاب الفضائل، ٩ - باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>