للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (١).

{وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} أي يسحبون بها في النار.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} (٢).

أي يعاد ذلك الجلد بعينه على صورة أخرى أو يزال عنه أثر الإحراق ليعود إحساسه للعذاب كما قال {لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} أي ليدوم لهم ذوقه وقيل يخلق مكانه جلدًا آخر والعذاب في الحقيقة للنفس العاصية.

أقول: من أقوال علماء التشريح في عصرنا أن أشد أنواع الأعصاب حساسية بالألم هي أعصاب الجلود، فالآية فيها معجزة علمية من معجزات القرآن.

{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (٣).

دل النص على أن أهل النار يأكلون ويتمتعون في الدنيا وهم غافلون عن الله، وما كلفهم به، وبذلك استحقوا ما استحقوه من العذاب.

{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} (٤).

هذا الوعيد لمن لا يؤدى حق الله في ماله فإنه يعذب به في نار جهنم، وهناك العذاب في الموقف بوطء الأنعام لمن لم يؤد زكاتها في الدنيا كما ورد في حديث سنورده في جزء الزكاة.


(١) الرعد: ٥.
(٢) النساء: ٥٦.
(٣) المرسلات: ٤٦ - ٥٠.
(٤) التوبة: ٢٤ - ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>