للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} (١).

{لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} لا يخفف عنهم. {مُبْلِسُونَ} آيسون من النجاة. و {مَالِكِ} هو خازن النار ورئيس الزبانية وقولهم {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} أي ليتنا فيكون الجواب {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} أي مقيمون أبدًا لا خلاص بموت أو غيره وهذا من أعظم الأدلة على كفر القائلين بفناء النار.

{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (٢).

ورد في حديث صحيح أن الذي لا يؤدي زكاة ماله يطوقه الله عز وجل يوم القيامة بثعبان يطوق عنقه يأخذ بشدقيه وسيمر معنا الحديث في جزء الزكاة، وهذا يدل على أن من بخل بزكاة الأموال من ذهب وفضة وأمثالهما له عذابه في الحشر، وإذا دخل النار كان له عذاب خاص بسبب ما كنز مما لم يؤد زكاته.

{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} (٣).

{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٤).

{يَشْتَرُونَ} يستبدلون. {بِعَهْدِ اللَّهِ} أي بما عاهدوه عليه. {وَأَيْمَانِهِمْ} أي بما أقسموا أنه لو جاءهم الرسول الحق لأمنوا به ولنصروه. {لَا خَلَاقَ} لا نصيب لهم من رحمة الله في الآخرة. {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} أي: بما يسرهم أو لا يكلمهم أصلًا سخطًا منه عليهم لما


(١) الزخرف: ٧٤ - ٧٧.
(٢) آل عمران: ١٨٠.
(٣) الأحزاب: ٦٦ - ٦٨.
(٤) آل عمران: ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>