للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (١).

{لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} أي ستحيط بهم يوم يأتيهم العذاب أو هي كالمحيطة بهم الآن لإحاطة الكفر والمعاصي التي توجبها. {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} أي من جميع جوانبهم {وَيَقُولُ} أي الله أو الملائكة بأمر الله {ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي جزاءه.

{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} (٢).

{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} (٣).

{فَزِعُوا} خافوا عند الموت أو البعث. {فَلَا فَوْتَ} فلا مهرب ولا نجاة من العذاب. {مَكَانٍ قَرِيبٍ} موقف الحساب. {التَّنَاوُشُ} تناول الإيمان والتوبة. {مَكَانٍ بَعِيدٍ} هو الآخرة. {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ} يرجمون بالظنون. {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} يمكن أن يراد أن مما يعذبون به أن يحال بينهم وبين شواتهم ويمكن أن يراد به أنهم يشتهون الإيمان والعمل الصالح لينجوا بذلك من النار وقد حيل بينهم وبينه لأن محل ذلك الدنيا. {بِأَشْيَاعِهِمْ} بأمثالهم من الكفار. {مُرِيبٍ} موقع في الريبة والقلق.

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} (٤).


(١) العنكبوت: ٥٤ - ٥٥.
(٢) الزمر: ٧١ - ٧٢.
(٣) سبأ: ٥١ - ٥٤.
(٤) الغاشية: ١ - ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>