للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} (١).

{وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} رد على من كفر بقوله إن عذاب أهل النار ينقلب عليهم عذوبة فيتلذذون به وهذا من الكفر الذي اشتهر وانتشر في بعض الدوائر.

{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا * إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} (٢).

{إِذَا رَأَتْهُمْ} أي إذا كانت بمرأى منهم وكانوا على مرأى منها. {مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} وهو أقصى ما يمكن أن ترى منه. {سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} سمعوا لها- على بعد المكان- تغيظًا وزفيرًا أي صوت تغيظ، شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره وهو صوت يسمع من جوفه. {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا} أي في مكان. {ضَيِّقًا} وذلك لزيادة عذابهم فكلما ضاق المكان على الإنسان كان ذلك أشد في عذابه. {دَعَوْا هُنَالِكَ} ينادون في ذلك المكان. {ثُبُورًا} الثبور الهلاك، أي يطلبون الهلاك ولا يجدونه.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ * الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} (٣).

{أَنَّى يُصْرَفُونَ}: كيف يصرفون عن الآيات مع صدقها ووضوحها. {الْأَغْلَالُ} القيود، تجمع الأيدي إلى الأعناق، ومع الأغلال فإن هناك سلاسل يلفون بها ويسحبون بها زيادة في الإهانة والعذاب. {الْحَمِيمِ} الماء البالغ نهاية الحرارة. {يُسْجَرُونَ} أي يحرقون فتزداد النار بهم إيقاداً. قال تعالى: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.

ونختم هذه المشاهد بذكر وصف الكافرين في الدنيا ومواقفهم من الحق فاستحقوا بذلك


(١) فاطر: ٣٦ - ٣٧.
(٢) الفرقان: ١١ - ١٤.
(٣) غافر: ٦٩ - ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>