للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في النار، قال عنها ربنا: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} (١).: {كَالْمُهْلِ} كالمعدن المذاب. {فَاعْتِلُوهُ} فجروه بعنف وقهر. {سَوَاءِ الْجَحِيمِ} وسط النار. {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} يدل على أن لأئمة الكفر عذابًا أشد من عذاب غيرهم فمقرهم وسط الجحيم {بِهِ تَمْتَرُونَ} تجادلون وتمارون.

{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} (٢).

فسر بعضهم السرادق هنا بما يحيط بالبيت، وفسرها بعضهم بالجدار وقد وردت نصوص في كثافة وعرض جدران النار ستمر معنا. {كَالْمُهْلِ} كالمعدن المذاب. {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} ساءت مكانًا يقر فيه الإنسان ويسكنه وكأنه محل ارتفاقه وهذا شأ، هـ في الهول والعذاب.

{وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} (٣).

{وَاسْتَفْتَحُوا} أي استنصر الرسل بالله على الظالمين. {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ} خسر وهلك كل متعاظم متكبر. {عَنِيدٍ} معاند للحق بجانب له. {مِنْ وَرَائِهِ} أي أمامه أو من وراء حياته. {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} أي ما يسيل من جلود أهل النار. {يَتَجَرَّعُهُ} يتكلف بلعه لحرارته ومرارته. {وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} أي لا يكاد يبتلعه لشدة كراهيته ونتنه. {وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} أي أمامه في كل وقت يستقبل عذابًا أشد مما هو فيه وقيل هو الخلود في النار.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا


(١) الصافات: ٦٤ - ٦٧.
(٢) الكهف: ٢٩.
(٣) إبراهيم: ١٥ - ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>