للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة".

وفي أخرى له نحوه، وزاد في آخره، "من عند أنفسهم".

قال البغوي في شرح السنة في تفسير الخطف: يخطفها الجني. أي: يأخذها ويستلبها بسرعة، كما قال الله سبحانه وتعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} (١) أي استرق السمع بسرعة أهـ.

أقول: لابد من التفريق بين ما هو إخبار عن المستقبل وبين ما هو إخبار عن حاصل، وبين صلة إنسان مسلم بجني مسلم، وبين صلة بالشياطين، فصلة الإنسان المسلم بجني مسلم ثابتة وواقعة، وقد يترتب عليها شيء من نفع.

١٤٤٦ - * روى مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار: أنهم بينا هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم واستنار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنها لا يرمى بها لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكن ربنا- تبارك اسمه- إذا قضى أمرًا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبروهم ما قال، فيستخير بعض أهل السموات بعضًا، حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا، فيخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم، ويرمون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يفرقون فيه ويزيدون".


(١) الصافات: ١٠.
١٤٤٦ - مسلم (٤/ ١٧٥٠) ٣٩ - كتاب السلام، ٣٥ - باب تحريم الكهانة.
والترمذي: (٥/ ٣٦٢) ٤٨ - كتاب التفسير، ٣٥ - باب ومن سورة سبأ.
وقال: حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>