للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتكذيب، وقد يصدق الكذوب.

١٤٤٥ - * روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال: "ليسوا بشيء" قالوا: يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانًا بالشيء، فيكون حقًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقذفها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة".

زاد في رواية (١): "فيرقوها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة".

وفي رواية (٢): "فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة".

وفي رواية (٣)، قالت: سألت أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وذكرت مثله.

وللبخاري في رواية (٤)، قال: "الملائكة تحدث في العنان- والعنان: الغمام- بالأمر يكون في السماء، فتسمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن كما تقر


١٤٤٥ - البخاري (١٠/ ٢١٦) ٧٦ - كتاب الطب، ٤٦ - باب الكهانة.
مسلم (٤/ ١٧٥٠) ٢٩ - كتاب السلام، ٢٥ - باب تحريم الكهانة.
(الكهان): جمع كاهن، وهو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضًا ويخطئ أبعاضًا، برغم أن الجن تخبره بذلك كما كان يفعله في الجاهلية شق وسطيح، وغيرهما من الكهان، وهو ما أبطله الإسلام وحرمه، ونهى عن الذهاب إليه، واستماع كلامه وتصديقه بما يخبر به.
(يخطفها): أي: يسلبها بسرعة.
(فيقذفها) يقذفها: أي يلقيها إليه.
(١) البخاري (١٣/ ٢٥٢) ٩٧ - كتاب التوحيد، ٥٧ - باب قراءة الفاجر والمنافق.
(كقرقرة الدجاجة) القرقرة: ترديدك الكلام في أذن الأضم حتى يفهم كما يستخرج ما في القارورة شيئًا بعد شيء إذا أفرغت، ومن رواه كقر الدجاجة، أراد: صوتها إذا قطعته، يقال: قرت الدجاجة تقر قرا وقريرا: إذا قطعت صوتها، فإن رددته قيل: قرقرت قرقرة، ومنه ضر الباب: إذا صوت، وصرصر البازي، لما في صوته من الترديد، والمعنى: أن الجني يقذف تلك الكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع به الشياطين، كما تؤذن الدجاجة بصوتها صاحباتها فتتجاوب، ومن شأنها: أن الواحدة منهن إذا صاحت صاح سائرهن. قال الخطابي: ويجوز أن تكون الرواية "كقر الزجاجة" بالزاي، وتغضدها الرواية الأخرى "كما تقر القارورة" والقارورة: الزجاجة.
يقول: فيقره في أّن الكاهن، كما يقر الشيء في القارورة وفي الزجاجة، والله علم.
(٢) مسلم (٤/ ١٧٥٠) ٢٩ - كتاب السلام، ٣٥ - باب تحريم الكهانة.
(٣) مسلم: نفس الوضع السابق.
(٤) البخاري (٦/ ٣٣٨) ٥٩ - كتاب بدء الخلق، ١١ - باب صفة إبليس وجنوده.

<<  <  ج: ص:  >  >>