للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقول: هناك ناس لهم صلة بجن مؤمنين، فهؤلاء يمكن أن يعرفوا بواسطة هؤلاء الجن بعض أحداث وقعت، فإذا ثبت صدقهم فإن هؤلاء لا يدخلون في باب الكهانة والعرافة وما يقدمونه من خدمات ليس بمستنكر إذا كانوا لا يلبسون على الناس، ولا يقربون محرمًا، وأمرهم ولا يستعملون وسيلة حركها الشارع.

١٤٤٤ - * روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قضي الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع- ومسترقو السمع هكذا، بعضه فوق بعض- ووصف سفيان بكفه، فحرقها، وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيان الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركها الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء" وذكر في رواية: قراءة من قرأ (فرغ) وقال سفيان عن عمرو: (فزع) قال: وهي قراءتنا.

أقول: إن الناقل إلى الكاهن هو شيطان من الشياطين، وهو غير مؤتمن على النقل عن الملائكة أو غيرهم، وهذا فارق كبير بين وحي الأنبياء وكهانة الكهان، وحي الأنبياء معصوم، لأنه يصل إلينا بواسطة معصومين من الملائكة والنبيين، وغير ذلك محله الاتهام


= وابن ماجه (١/ ٢٠١) ١ - كتاب الطهارة، ١٢٢ - باب النهي عن إتيان الحائض.
والدرامي (١/ ٢٥١) كتاب الصلاة والطهارة، باب من أتى امرأته في دبرها.
وهو حديث صحيح.
١٤٤٤ - البخاري (٨/ ٥٢٧) ٦٥ - كتاب التفسير، ١ - باب {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا ...}.
والترمذي (٥/ ٣٦٢) ٤٨ - كتاب التفسير، ٣٥ - باب ومن سورة سبأ- وقال حديث حسن صحيح.
(خضعانًا) الخاضع: المطيع المنقاد الذليل، وخضعانًا جمعه.
(صفوان) الصفوان: الحجر الأملس.
(فزع عن قلوبهم) أي: كشف عنها الفزع، ومن قرأ (فزع) بالراء والغين المعجمة، أراد: فرغت قلوبهم من الخوف.
(فحرفها) حرفها: أي أمالها عن جهتها المستقيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>