(لا يورد مُمرض على مُصح) الممرض: هو الذي إبله مراض، والمصح: الذي إبله صحاح، فنهى أن يورد اصحب الإبل المراض إبله على إبل ذي الإبل الصحاح.
(فرطن) الرطانة: التكلم بالعجمية أي لغة كانت.
(فماراه) المماراة والمجادلة: المخاصمة.
(أتيت) أي: ذهبت وتغير عليك حسك، فتوهمت ما ليس بصحيح صحيحًا.
(خيرها الفأل) هو مثل أن يكون الرجل مريضًا، فيسمع آخر يقول: يا سالم. أو يكون طالبًا، فيسمع آخر يقول: يا واجد. فيقع في ظنه أن يبرأ من مرضه، ويجد ضالته، فيتوقع صحة هذه البشرى، ويتنفس بذلك نفسه؛ لأنه وقع من القائل على جهة الاتفاق، تقول منه: تفاءلت، والافتئال: افتعال منه، فالفأل: فيما يرجى وقوعه من الخير، ويتحسن ظاهره ويسر، والطيرة: لا تكون إلا فيما يسوء، وإنما أحب النبي صلى الله عليه وسلم الفأل: لأن الناس إذا أملوا فائدة من الله، ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي: فهم على خير، وإن لم يدركوا ما أملوا، فقد أصابوا في الرجاء من الله وطلب ما عنده، وفي الرجاء لهم خير معجل، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أملهم ورجاهم من الله كان ذلك من الشر؟. فأما الطيرة: فإن فيها سوء الظن، وقطع الرجاء، وتوقع البلاء وقنوط النفس من الخير، وذلك مذموم بين العقلاء، منهي عنه من جهة الشرع.
(ولا نوء) النوء: واحد الأنواء، وهو ثمانية وعشرون نجمًا، هي منازل القمر، تسقط كل ثلاث عشرة ليلة، منها منزلة من طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلها، فتنقضي هذه الثمانية والعشرون مع انقضاء السنة، وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع نظيرها يكون مطر، فينسبون المطر إلى المنزلة، ويقولون: مطرنا بنوء كذا، وإنما سمي نوءًا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق، أي: طلع ونهض، وقيل: إن النوء هو الغروب، وهو من الأضداد، قال أبو عبيد: ولم يسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع.
وإنما غلظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الأنواء، لأن العرب كانت تنسب المطر إليها، فأما من