للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جعل المطر من فعل الله عز وجل، وأراد بقوله: مطرنا بنوء كذا، أي: في وقت كذا، وهو هذا النوء الفلاني، فإن ذلك جائز.

وفي معنى النوء قال البغوي في شرح السنة:

قوله: "ولا نوء" أراد به ما كانت العرب تنسب المطر إلى أنواء الكواكب الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر، وتقول: مطرنا بنوء كذا، فأبطل الشرع أن يكون بنوء النجوم شيء إلا بإذن الله أ. هـ.

أقول: لقد لاحظنا في الحديث الذي مر معنا إثبات العدوى، ولذلك ورد: لا يوردن ممرض على مصح. كما رأينا أن فيه نفي العدوى، والجمع بينهما أن الشارع أثبت العدوى كواقع، وطالب بالاحتياط منها، ونفى أن يترتب على العدوى مسؤولية قضائية.

وقد مر في الحديث النهي عن التشاؤم بذكر ما جرت عادة العرب أن تتشاءم منه، ومن ذلك التشاؤم من صفر، وأبطل الحديث خرافة الهامة التي كانت موجودة عند العرب في الجاهلية ولا زالت بعض الشعوب تتشاءم حيث لا ينبغي التشاؤم، ومن ذلك تشاؤم الغربيين بالعدد رقم- ١٣ - ، وهو من قبيل تشاؤم الجاهلية.

١٤٥٣ - * روى الترمذي عن عبيد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامًا، فقال: "لا يعدي شيء شيئًا". فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل يأتيها البعير الأجرب الحشفة بذنبه فيجربها كلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن أجرب الأول منها؟ ألا لا عدوى ولا صفر، إن الله خلق كل نفس وكتب حياتها ورزقها ومصائبها ومحابها".

١٤٥٤ - * روى مسلم عن عمرو بن الشريد رضي الله عنه، عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا قد بايعناك، فارجع".


١٤٥٣ - الترمذي (٤/ ٤٥٠، ٥٤١) ٣٣ - كتاب القدر، ٩ - باب ما جاء لا عدوى، وهو حديث حسن.
قال ابن الأثير:
(يعدي): أعدى المريض: إذا تجاوز من واحد إلى آخر، كما يتعدى الجرب.
١٤٥٤ - مسلم (٤/ ١٧٥٢) ٢٩ - كتاب السلام، ٣٦ - باب اجتناب المجذوم ونحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>