للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البغوي في شرح السنة في تفسير قوله عليه السلام "يخطون":

قال الخطابي: فقد يحتمل أن يكون معناه: الزجر عنه، إذ كان من بعده لا يوافق خطه، ولا ينال حظه من الصواب؛ لأن ذلك إنما كان آية لذلك النبي، وعلمً لنبوته، فليس لمن بعده أن يتعطاه طمعًا في نيله والله أعلم. روي عن طاووس قال: سمعت ابن عباس يقول: إن قومًا يحسبون بأبي جاد، وينظرون في النجوم، وما أرى لمن فعل ذلك من خلاق أهـ.

أقول: أبي جاد: المراد بها الأحرف الأبجدية نسبة على (أبجد هوز) والمعروف أن العرب تعطي لكل حرف منها عددًا، وبعض الناس يحسبون أعداد الأحرف لشيء ما وعلى ضوء ذلك يقدمون أو يحجمون. وهذا الذي نهى عنه ابن عباس وسفه أهله لأنه تحكم وتحكيم لغير العاقل بالعاقل، وهو في الأصل شيء غير معقول المعنى ولم يأت به شرع.

١٤٥٩ - * روى البخاري ومسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل". قالوا: وما الفأل؟ قال: "كلمة طيبة".

وروى البخاري مثله (١)، وقال: "ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة".

وروى مسلم مثله (٢)، وقال: "ويعجبني الفأل: الكلمة الحسنة، الكلمة الطيبة".

قال ابن الأثير:

(لا عدوى) يقال: أعداه المريض: إذا أصابه منه بمقارنته ومجاورته أو مؤاكلته ومباشرته.


١٤٥٩ - البخاري (١٠/ ٢٤٤) ٧٦ - كتاب الطب، ٥٤ - باب لا عدوى.
مسلم (٤/ ١٧٤٦) ٢٩ - كتاب السلام، ٣٤ - باب الطيرة والفأل.
(١) البخاري (١٠/ ٢١٤) ٧٦ - كتاب الطب، ٤٤ - باب الفأل.
(٢) مسلم (٤/ ١٧٤٦) ٢٩ - كتاب السلام، ٣٤ - باب الطيرة والفأل.

<<  <  ج: ص:  >  >>