للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} (١)، {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (٢)، {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} (٣)، {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} (٤)، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} (٥)، {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} (٦)، {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} (٧)، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٨). وهذا لا ينفي أن الله عز وجل جعل قوانين وأسبابًا، ولكن لو قلنا: إن هذه القوانين والأسباب تعمل بالقوة المودعة دون تدخل مباشر للذات الإلهية فكأننا نقول: إن الله لا دخل له بما يجري في هذا الكون وإنما هي أسباب توصل إلى أسباب، وأين هذا من قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ...} (٩)، {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} (١٠). وفي الحديث الذي رواه الحاكم (١١) "إن الله خالق كل صانع وصنعته"، فإذا قال قائل كيف نوفق بين التكليف والمحاسبة وبين أن كل شيء فعل الله؟ قلنا: إن قدرة الله تخلق على وفق الإرادة، والإرادة تخصص على وفق العلم، والعلم كاشف لا مخبر فالله لم يعط أحدًا القدرة على الفعل المستقل وذلك مقتضى كماله، ولكن أجرى أعمال الإنسان على علم منه بما سيختاره، ويحاسبه على اختياره المحسوس الذي يحس به كل مكلف فلا منافاة.

وهذا الموضوع مفصل في كتب العقائد والتفسير وشروح السنة، ويغلط فيه الكثيرون لتأثرهم بالحس ونسيانهم النصوص وعدم دراستهم لعقيدة أهل السنة والجماعة في كتبها، مع أن دراستها حفظ للمسلم من الوقوع في ما ذهبت إليه الفرق الضالة.

٣ - ومن أراد الدخول في الإسلام فإنه يفترض عليه النطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام باللغة العربية أو بأي لغة، أما من نشأ في الإسلام وكان يعتقد بالشهادتين فلا يفترض عليه النطق بهما بنية الدخول في الإسلام لكنه يفترض عليه أن ينطق بهما في كل


(١) الواقعة: ٦٣ - ٦٤.
(٢) الأنفال: ١٧.
(٣) الكهف: ٣٩.
(٤) الشعراء: ٨٠.
(٥) الزمر: ٤٢.
(٦) الأعراف: ١٥٥.
(٧) التوبة: ١٤.
(٨) الفاتحة: ٥.
(٩) آل عمران: ٦.
(١٠) آل عمران: ١٦٠
(١١) المستدرك (١/ ٣١). وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>