للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ في الفتح: قوله: "خير أمتي قرني" أي أهل قرني، والقرن أهل زمان واحد متقارب اشتركوا في أمر من الأمور المقصودة، ويقال إن ذلك مخصوص بما إذا اجتمعوا في زمن نبي أو رئيس يجمعهم على ملة أو مذهب أو عمل، ويطلق القرن على مدة من الزمان، واختلفوا في تحديدها من عشرة أعوام إلى مائة وعشرين ... [وهناك] ما يدل على أن القرن مائة وهو المشهود ...

والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحابة. ا. هـ.

قوله: "يخونون ولا يؤتمنون"؛ قال النووي: ومعناه يخونون خيانة ظاهرة بحيث لا يبقى معها أمانة. بخلاف من خاف بحقير مرة واحدة، فإنه يصدق عليه أنه خان، ولا يخرج به عن الأمانة في بعض المواطن. ا. هـ.

قوله: "يظهر فيهم السمن"؛ قال النووي: قال جمهور العلماء في هذا الحديث: المراد بالسمن، هنا، كثرة اللحم. ومعناه أنه يكثر ذلك فيهم. وليس معناه أن يتمحضوا سمانا. قالوا: والمذموم منه من يستكسبه. وأما من هو فيه خلقة فلا يدخل في هذا، والمتكسب له هو المتوسع في المأكول والمشروب زائدا على المعتاد. ا. هـ.

وفي رواية (١) عن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته".

قال: قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار.

قوله: (تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته): قال النووي في شرح صحيح مسلم: هذا ذم لمن يشهد ويحلف مع شهادته، ومعنى الحديث أنه يجمع بين اليمين والشهادة فتارة تسبق هذه وتارة هذه. ا. هـ.

قال الحافظ في الفتح: قوله (قال إبراهيم) ... وإبراهيم هو النخعي.


(١) البخاري (٥/ ٢٥٩) - ٥٢ - كتاب الشهادات- ٩ - باب لا يشهد على جور إذا أشهد.
ومسلم (٤/ ١٩٦٢) - ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة- ٥٢ - باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.=

<<  <  ج: ص:  >  >>