للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله (كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد) ... قال أبو عمر بن عبد البر: معناه عندهم النهي عن مبادرة الرجل بقوله أشهد بالله وعلي عهد الله لقد كان كذا ونحو ذلك. وإنما كانوا يضربونهم على ذلك حتى لا يصير لهم به عادة فيحلفوا في كل ما يصلح وما لا يصلح. ا. هـ.

وفي رواية (١) عن عائشة قالت: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: "القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث".

٣٠٧ - * روى مسلم عن أبي بردة، عن أبيه، قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلى معه العشاء! قال فجلسنا، فخرج علينا، فقال "مازلتم ههنا؟ " قلنا: يا رسول الله! صلينا معك المغرب، ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء. قال "أحسنتم" أو "أصبتم". قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيراً مما يرفع رأسه إلى السماء، فقال: "النجوم أمنة للسماء. فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد. وأنا أمنة لأصحابي. فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون. وأصحابي أمنة لأمتي. فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون".

٣٠٨ - * روى مسلم عن جابر بن عبد الله قال: أخبرتني أم مبشر؛ أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول، عند حفصة: "لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة، أحد. الذين بايعوا تحتها". قالت: بلى يا رسول الله! فأنتهرها فقالت حفصة:


= (١) مسلم (٤/ ١٩٦٥)، في الموضع السابق.
(أمنة للسماء) قال العلماء: الأمنة والأمن والأمان بمعنى. ومعنى الحديث أن النجوم مادامت باقية فالسماء باقية فإذا انكدرت النجوم وتناثرت في القيامة، وهنت السماء فانفطرت وانشقت وذهبت.
(وأنا أمنة لأصحابي) أي من الفتن والحروب وارتداد من ارتد من الأعراب، واختلاف القلوب، ونحو ذلك مما أنذر به صريحا. وقد وقع كل ذلك.
(فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون): معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم وانتهاك المدينة ومكة، وغير ذلك. وهذه كلها من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
٣٠٧ - مسلم (٤/ ١٩٦١) - ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة- ٥١ - باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة.
٣٠٨ - مسلم (٤/ ١٩٤٢) - ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة- ٣٧ - باب من فضائل أصحاب أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم.=

<<  <  ج: ص:  >  >>