للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية (١) للترمذي قال: "لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولكن التوبة معروضة".

وفي رواية للنسائي (٢) قال: "لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن" -وذكر رابعة فنسيتها -"فإذا فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فإن تاب تاب الله عليه".

٣٢٣ - * روى البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما، وأنا انتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال. ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن، وعلموا من السنة. ثم حدثنا عن رفع الأمانة، فقال: "ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر المجل، كجمرٍ دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا، وليس فيه شيء" -ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله- "فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدي


(١) الترمذي (٥/ ١٥) -٤١ - كتاب الإيمان -١١ - باب ما جاء لا يزني الزاني وهو مؤمن.
(٢) النسائي (٨/ ٦٥) -٤٦ - كتاب قطع السارق -١ - باب تعظيم السرقة.
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن: قيل: معناه: لا يزني وهو كامل الإيمان، وقيل معناه: إن الهوى يغطي الإيمان، فصاحب الهوى لا يرى إلا هواه، ولا ينظر إلى إيمانه الناهي له عن ارتكاب الفاحشة، فكأن الإيمان في تلك الحالة قد عدم. وقال ابن عباس: الإيمان نزة، فإذا أذنب العبد فارقه، فإذا نزع عاد إليه.
نهية ذات شرفٍ: أي: ذات قدر، فيرفع الناس أبصارهم إليها ينظرونها لعظم قدرها.
ربقة الإسلام: يريد بها عصمته وحكمه، وأصل الربقة: العروة تكون في الحبل، يشد فيها الجدي إذا ولد، فكأن المسلم الملتزم أحكام الدين قد جعل عروة الإسلام في عنقه، فإذا فعل فعلاً يخرج به عن الإسلام، فكأنه قد خلع تلك العروة عن رقبته.
٣٢٣ - البخاري (١١/ ٢٢٣) -٨١ - كتاب الرقاق -٣٥ - باب رفع الأمانة.
مسلم (١/ ١٢٦) -١ - كتاب الإيمان -٦٤ - باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب ...
الترمذي (٤/ ٤٧٤) -٢٤ - كتاب الفتن -١٧ - باب ما جاء في رفع الأمانة.
جذر الشيء، بفتح الجيم وكسرها: أصله.
الوكت: النقطة في الشيء من غير لونه.
المجل: غلظ الجلد من أثر العمل، وقيل: إنما هي التقاطات في الجلد.
منتبراً: المنتبر: المنتفخ وليس فيه شيء، وكل شيء رفع شيئًا فقد نبره. ومنه اشتق المنبر. ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>