للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٦)

ومع وضوح النصوص التي تبين الهدى من الضلال، بحيث لا تغيب عن عالم منصف ماهية الهدى من الضلال، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ما يحدث في أمته من بعده، ومن جملة ذلك الاختلاف والتفرق والقتال، كما ذكر أن الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة منها ناجية والباقيات في النار، وقد أعطانا القرآن الميزان الذي نعرف به فرق الضلالة وذلك هو اتباعهم المتشابه وحمل المحكم عليه بدلاً من اتباع المحكم وحمل المتشابه عليه، وهذه هي ميزة الفرقة الناجية أنها تعمل بالمحكم وتؤمن بالمتشابه وتحمله على المحكم، وبهذا الميزان يعرف الإنسان أن أهل السنة والجماعة على حق.

* * *

(٧)

وقد حدث قتال بين الصحابة بين علي بن جهة وبين معاوية من جهة أخرى، وبين علي من جهة وبين عائشة وطلحة والزبير من جهة أخرى، والجميع من أهل السنة والجماعة بشهادة النصوص، لكن عليا كان على حق وصواب، والآخرون كانوا على خطأ، ولضيق هذا المقام وللخوف على العامة أن يسبق إلى إلى قلوبهم ما تزيغ به فقد نهى العلماء عن الخوض في ذلك إذ إن في كلٍ من الفريقين مبشرين بالجنة وإنهم كانوا متأولين، وكلهم يعتقد أنه على الحق، وحدث قتال بين علي والخوارج، والنصوص واضحة أن علياًّ على الحق والصواب، والخوارج كانوا على خطأ وضلال بسبب ما اعتقدوه من تكفير علي وعثمان.

واعتقد ناس أن الحق في الخلافة لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ونشأ بسب من ذلك التشيع، لكن شيعة آل البيت افترقوا فمنهم غالٍ ومنهم مقتصدٌ، والنصوص المحكمة حكم على الجميع، وقد ورد عن علي بن أبي طالب قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن فيك مثلاً من عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به"، ألا وإنه يهلك في اثنان محب مفرط يقرظني بما ليس فيَّ ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني، ألا وإني لست بنبي، ولا يوحى إلي، ولكني أعمل بكتاب الله

<<  <  ج: ص:  >  >>