للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسنة نبيه ما استطعت فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم فيما أحببتم وكرهتم (١).

وهكذا وجدت فرقتان رئيسيتان منذ الصدر الأول تفرعت عنهما فرق كثيرة، وبسبب من التباس الأمر على بعض الناس في الخلاف بين علي وخصومه فقد وجد الإرجاء، وكان بسيطًا ثم تفلسف وانحرف، وبسبب من الجنوح في التأويل وجد الاعتزال، وهكذا وجدت أربع فرق رئيسية ضالة منذ الصدر الأول: الشيعة والخوارج والمعتزلة والمرجئة. وتفرع عن كل فرق، ثم ظهرت فرق أخرى كالذين يعتمدون القرآن دون السنة ... أو الذين يرون سقوط التكاليف كبعض الصوفية، ولم تزل الأيام تلد فرقًا جديدة فهذا القرن الماضي ولدت فيه القاديانية والبهائية، ولا يخفى على العالم البصير ولا على الذين يخالطون أهل الحق ويقرؤون القرآن أن يدكوا الضلال بسرعة ويعرفوا أهله، والملاحظ أن النصوص في شأن الخوارج كانت أكثر من النصوص التي ذكرت فرقًا أخرى وذلك لحكم:

أولاً: لأنهم أول الفرق ظهورًا والناس لا زالوا على ذكرٍ بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: لأنهم يغرون العامة بسبب تشددهم وغلوهم.

ثالثًا: لأنهم يجتذبون أعدادًا كبيرة من الناس بسبب استعداد العامة للخروج على السلطان.

والخروج على السلطان أنواع، والبغاة هم الخارجون على الإمام الحق بغير الحق، أما سواهم فقد يكونون أهل حق وقد يكونون ظالمين بخروجهم.

* * *

(٨)

وأخيرًا نقول: هناك فرق ضالة أو كافرة مشهورة معروفة عند العامة والخاصة من أهل السنة والجماعة، وهناك أئمة ضلال معروفون عند أل العلم خاصة، وبالتالي فقد لا يعرف


(١) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٣٣) وقال: رواه عبد الله والبزار باختصار وأبو يعلى أتم منه، وفي إسناد عبد الله وأبي يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف. وفي إسناد البزار محمد بن كثير القرشي الكوفي وهو ضعيف. ا. هـ قلت: ومع أن في الحديث ما رأيناه من ضعف فإن الحديث صحيح معناه وقد وقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>