للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشريف، ولكن قد تمر على الأمة الإسلامية موجات عاتية بسببٍ من هؤلاء، وأعتى موجتين هما: الموجة التي أنهاها الغزالي في كتابه: تهافت الفلاسفة، والموجة التي شاهدها عصرنا في القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، إذ ظهرت في هذه الموجة أفكار التقدمية والرجعية واليمين واليسار والعلمانية والعقلانية والموضوعية والعاطفية، والتفريق بين الدين والدولة، ومحاولة إظهار العلم والعقل كمتعارضين مع الدين، وتأثرت الأمة الإسلامية بهذه الأفكار كثيرًا ولكن أخذت هذه الأفكار تنحسر شيئًا فشيئًا، وها نحن نشهد في بداية القرن الخامس عشر الهجري بداية النهاية لهذه الأفكار.

وليس المراد من هذا الحديث ما يفهمه منه بعض الجهلة من نفي القياس الشرعي المتعارف عليه في أصول الفقه، فذلك من الدين، وهو مما تبنى عليه الأحكام الشرعية.

٤٣٥ - * روى الطبراني عن ابن مسعودٍ قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا ابن مسعود" فقلت: لبيك يا رسول الله. قالها ثلاثًا. قال: "تدري أي الناس أفضل؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن أفضل الناس أفضلهم عملاً إذا فقهوا في دينهم". ثم قال: "يا ابن مسعود". قلت: لبيك يا رسول الله. قال: "تدري أي الناس أعلم؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "إن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس، وإن كان مقصرًا في العمل وإن كان يزحف على استه زحفًا. واختلف من كان قبلي على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثة وهلك سائرهن، فرقة وازت الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى بن مريم، وأخذوهم [أي: أخذ الملوك هؤلاء] وقتلوهم وقطعوهم بالمناشير. وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم فيدعوهم إلى الله ودين عيسى بن مريم فساحوا في البلاد وترهبوا" قال: "وهم الذين قال الله عز وجل {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ} " الآية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من آمن بي


٤٣٥ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٣٦٠). وقال: رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن معروف وثقة أحمد وفيه ضعف. ا. هـ.
وأخرج نحوه ابن أبي حاتم وابن جرير.
قال ابن حجر: بكير بن معروف صدوق فيه لين. ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>