للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون". وفي رواية "فرقة أقامت في الملوك والجبابرة فدعت إلى دين عيسى فأخذت وقتلت بالمناشير، وحرقت بالنيران فصبرت حتى لحقت بالله". والباقي بنحوه.

الملاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاث فرق تنجو، ثم فصل فلم يذكر إلا فرقتين، فرقة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر للملوك والجبابرة، وفرقة الرهبان. والظاهر أن الفرقة الثالثة هم الذين تمسكوا بالحق ولم يكن لهم طاقة على هذا وهذا، وهم المغيرون للمنكر بقلوبهم. وبالنسبة لأمتنا جعل الناس على ثلاثة أنحاء كلهم ناجوح؛ المغيرون للمنكر بأيديهم إن استطاعوا، والمغيرون بألسنتهم إن لم يستطيعوا إلا ذلك، والمغيرون بقلوبهم إن لم يستطيعوا إلا ذلك.

٤٣٦ - * روى الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة، فإن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم".

المراد بالجلوس في الحديث عباد النار من الفرس ومن تابعهم، وهؤلاء يقولون بوجود إله النور وإله الظلمة فيثبتون فاعلين، والقدرية يثبتون فاعلاً مع الله ولذلك شابهوهم، والمجوس يعطون للشيطان نوع طاعة، والمرجئة يطعيون الشيطان بترك التكليف فشابهوهم.

٤٣٧ - * روى الترمذي عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب أهل الإرجاء وأهل القدر".


٤٣٦ - الهيثمي (٧/ ٢٠٥) وقال: رواه في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى القروي، وهو ثقة. ا. هـ ورواه عن ابن عمر دون ذكر المرجئة أبو داود (٤/ ٢٢٢) كتاب السنة، باب في القدر.
المستدرك (١/ ٨٥). وهو حسن.
٤٣٧ - الترمذي (٤/ ٤٥٤) ٢٣ - كتاب القدر، ١٣ - باب من جاء في القدرية.
ابن ماجه (١/ ٢٨) المقدمة، ٦ - باب في الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>