للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نصرة له. وإذ ذاك سمى نفسه بالباب مشيرًا إلى أنه الباب الوحيد الذي يدخل منه الطالب ليصل إلى حضرة الخالق عز وجل، فأطلق عليه أشياعه لقبًا جديدًا وهو (حضرة العلي) فلم يسع رجال الدين إلا رفع أمره إلى حكومة طهران لكفه عن نشر مذهبه بالقوة. وفي هذا الوقت أعلن الباب أنه (النقطة) أي منبثق الحق وروح الله ومظهر قدرته وجلاله، وتنازل عن لقب الباب لأحد أشياعه المدعو حسين بسرويه من أهل خراسان وهو الذي طبع البابية بطابع عملي قلبه إلى حزب سياسي شديد الخطورة.

نهض حسين بسرويه هذا لنشر البابية في أرجاء فارس فأوجد لها أشياعًا في أصفهان وكاشان ثم نزل إلى طهران ولكن الحكومة أعلنته بعدم البقاء فيها.

وفي الوقت نفسه كان رجلان من البابية يطوفان البلاد لنشر الدعوة أحدهما الحاج محمد علي بلفروسي اختص بمقاطعة مازنداران والأخرى امرأة تدعى (زرين تاج) ثم تلقبت (بقرة العين) وكانت هذه من مدهشات العصر في علمها وحماستها الدينية وفصاحتها المتدفقة وجمالها البارع.

فلما طرد حسين بسرويه من طهران قصد خراسان وكانت الدعوة قد أثرت فيها بعض التأثير.

وبعد حوادث يطول ذكرها قصد حسين المذكور مازنداران ومعه جم غفير من أنصاره المسلحين حتى انتهوا إلى قرية (بدخت) وهنالك اجتمع جميع قادة البابية على هيئة مؤتمر وكان من الحاضرين الميرزا يحيى الذي سيخلف (حضرة العلي) في رئاسة المذهب، وقرة العين فخطبت هذه خطبة بديعة في ذلك المؤتمر كانت سببًا في تقاطر الناس على هذا المذهب الجديد، فلم يسع حسين بسرويه إلا أن ابتنى له حصنا منيعًا في جبال مازندارات وغاباتها واجتمع حوله خلق كثير ليس فيهم واحد يضن بآخر قطرة من حياته في نصرة الدين الجديد فهال هذا الحال حكومة الفرس فأرسلت بعثة عسكرية فحدث بينها وبين أنصار المذهب الجديد قتال أفضى إلى هزيمتها وفقدها كثيرًا من رجالها فعادت بخفي حنين لم تنل منهم منالا فزاد هذا الأمر الحكومة قلقًا فأرسلت إليهم حملة تحت قيادة البرنس مهدي

<<  <  ج: ص:  >  >>