للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كولي ميرزا من بيت الملك في فارس، فلقيت هذه الحملة ما لقيته سابقتها بعد قتال عنيف فعززتها الحكومة بحملة ثالثة فلم تكن أسعد حظا من سابقتيها ولكن أصاب حسين بسرويه جرح مميت في هذه الموقعة مات منه، فلم يثن ذلك من همة البابية بل استمروا يقاتلون بجلد وصبر عظيمين فلم يسع الحكومة إلا إرسال حملة رابعة معها مدافع ومدمرات من كل نوع فقاومها البابيون مقاومة عنيفة مدة أربعة أشهر حتى فني رجالهم ونفدت ذخائرهم، فدخلت جنود الشاه إلى معقلهم فأسروا ٢١٤ نفسا من البابيين بين رجال وأطفال ونساء ورغما عن تأمينهم على حياتهم أوغل الجنود فيهم فتكا فبقروا بطونهم وسلوا ألسنتهم ومثلوا بهم أقبح تمثيل.

ولكن كل هذا لم يصد تيار البابية بل زاد في حماستهم وجعلهم يقاومون الحكومة في جهات أخرى مقاومات عنيفة.

فثارت (زندان) عاصمة مقاطعة كامسيه وكان قائد هذه الحركة مشرع مشهور اسمه محمد علي زنجاني فأرسلت الحكومة إليه جنودًا فدحرها وقاوم كل ما أرسل إليه من القوى الحربية أكبر مقاومة ثم انتهى الأمر بعد جهد جهيد بإطفاء هذه الثائرة. ولكن ذلك كله لم يعطل من حركة البابية بل زادها قوة وزاد أشياعها على المناضلة شدة فلم تدر الحكومة ماذا تصنع فعزمت على قتل زعيم البابية الأكبر (حضرة العلي) رغما عن تظاهره بالسكون وعدم التداخل في حركات عدائية ضد الحكومة، ولكن أنى للحكومة أن تجد مسوغًا لقتله؟

تذرعت الحكومة لنيل غرضها منه باستدعائه وسؤاله عن أمر دينه الجديد وبنت حكمها بإعدامه على خروجه عن مذهب الجماعة فأمرت بقتله فصلبوه هو وتلميذ له على حائط طويل فسمع الناس تلميذه يقول له على مسمع منهم:

"ألست ممتنا مني أيها الأستاذ" فلم يكد يتمها حتى صوب إليه جندي من الجنود الموكلين بقتلهما رصاصة فقتله، فانقطع الحبل وسقط الباب على الأرض فنهض مهرولا واندس في فصيلة من الجنود ففتكوا به.

قتل (حضرة العلي) فلم يؤثر ذلك بشيء في حركة مذهبه بل زاده أشياعًا وأنصارًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>