للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم"، قال: ثم نظر إليه وهو مقف، فقال: "إنه يخرج من ضئضئ هؤلاء قوم يتلون كتاب الله رطبًا، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" قال: أظنه قال: "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود".

وفي رواية (١): فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا" فقام إليه خالد سيف الله، فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا".

وفي رواية البخاري (٢) أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئًا، وينظر في القدح فلا يرى شيئًا، وينظر في الريش فلا يرى شيئًا، ويتمارى في الفوق".

وللبخاري (٣) طرف منه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج ناس من قبيل المشرق يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه" قيل: ما سيماهم؟ قال: "سيماهم التحليق- أو قال: التسبيد-".

ولمسلم في أخرى (٤): أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قومًا يكونون في أمته، يخرجون في فرقة من


= (أنقب): التنقيب: التفتيش.
(مقف): قفى الرجل الرجل يقفي، فهو مقف: إذا أعطاك قفاه وولى.
(الضئضئي): بالهمزة: الأصل، والمراد: يخرج من صلبه ونسله.
(١) مسلم (٢/ ٧٤٣) الكتاب والباب السابقان.
(٢) البخاري (٩/ ٩٩) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن ٣٦ - باب إثم من راءى بقراءة القرآن ... إلخ.
(٣) البخاري (١٣/ ٥٣٥) ٩٧ - كتاب التوحيد ٥٧ - باب قراءة الفاجر والمنافق ... إلخ.
(التحليق) والتحالق: حلق الشعر، وهو تفاعل منه، كأن بعضهم يحلق بعضًا.
(التسبيد): حلق الشعر واستئصاله.
(٤) مسلم (٢/ ٧٤٥) الكتاب والباب السابقان.=

<<  <  ج: ص:  >  >>