للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس، سيماهم التحالق، قال: "هم شر الخلق- أو من أشر الخلق- يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق". قال فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهم مثلًا- أو قال قولًا- "الرجل يرمي الرمية- أو قال: الغرض- فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة". قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق.

أقول: الرمية الصيد ومروق السهم منها دون أثر عليه يشير إلى الدخول فيها والخروج منها بسرعة دون أن يظهر أثر ضئيل عليه فهؤلاء دخلوا في الإسلام ولم يلبثوا أن خرجوا منه باعتقاداتهم الفاسدة يقرؤون القرآن يحسبونه لهم وهو عليهم، وأخشى أن ينطبق هذا على بعض مسلمي عصرنا فليحاسب الإنسان نفسه.

٤٤٨ - * روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه ذكر الحرورية؛ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية".

٤٤٩ - * روى البخاري ومسلم عن يسير بن عمرو رضي الله عنه، قال: قلت لسهل بن حنيف: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئًا؟ قال: سمعته يقول: - وأهوى بيده قبل العراق- "يخرج منه قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية".

وفي رواية (٣) قال: "يتيه قوم قبل المشرق، محلقة رؤوسهم".

٤٥٠ - * روى النسائي عن شريك بن شهاب، قال: كنت أتمنى أن ألقى رجلا من


= (الغرض): الهدف.
(البصيرة): الدليل والحجة الذي يستدل به لأن الدليل يوضح المعنى ويحققه، فكأن صاحبه يبصر به، والبصيرة: هو شيء من الدم يستدل به على الرمية.
٤٤٨ - البخاري (١٢/ ٢٨٣) ٨٨ - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ٦ - باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم.
٤٤٩ - البخاري (١٢/ ٢٩٠) ٨٨ - كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ٧ - باب ترك قتال الخوارج للتألف ... إلخ.
مسلم (٢/ ٧٥٠) ١٢ - كتاب الزكاة ٤٩ - باب الخوارج شر الخلق والخليقة.
(٣) مسلم في الموضع السابق.
٤٥٠ - النسائي (٧/ ١١٩) ٣٧ - كتاب تحريم الدم ٢٦ - باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس. =

<<  <  ج: ص:  >  >>