للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحقيقة والآثار، وحقيقة ما في القلوب مغيبة عنا فلم يبق إلا الآثار التي تبيح القتل، والأصل: أن نحسن الظن بالمسلم. ولا يخالف هذا الأصل إلا بأدلة تبيح ذلك، فكيف بالقتل وقد غلب في العصور المتأخرة التسرع في القتل بحجة الخارجية، والذي نراه لقارئ النصوص الواردة في الخوارج أن يتهم نفسه وأن يحترس في اتهام الآخرين إلا إذا وصل عن طريق العلم الصحيح إلى يقين، ومع ذلك فإن هذا اليقين لا يكفي للقتل إلا إذا تصرف هؤلاء التصرفات التي تبيح قتلهم وقتالهم، وقد رأينا تفصيلات ذلك.

٤٦٣ - * روى الطبراني عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن حتى يكون مع بقيتهم الدجال".

٤٦٤ - * روى الطبراني عن عامر بن واثلة قال: لما كان يوم حنين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل مجزوز الرأس أو محلوق الرأس قال: ما عدلت. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن يعدل إذا لم أعدل أنا؟ " قال: فغفل عن الرجل فذهب. فقال: "أين الرجل"؟ فطلب فلم يدرك. فقال: "إنه سيخرج في أمتي قوم سيماهم سيما هذا يمرقون من الدين كمل يمرق السهم من الرمية ينظر في قدحه فلم ير شيئًا، ينظر في رصافه فلم ير شيئًا، ينظر في فوقه فلم ير شيئًا".

(القدح): السهم قبل أن يراش ويركب نصله.

أقول: من مظاهر الخارجية: الورع الجاهل والتشدد المنبعث عن قوة نفس لا عن قوة إيمان، ومن مظاهرها: سوء الأدب مع من يجب لهم التوقير والاحترام كما في فعل هذا: إذ يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعدل، ولقد فشا سوء الأدب، وهذا مما ينبغي أن يفطن له المربون ولا يعالج هذا الأمر إلا بأن يكون الكبير جديرًا بالاحترام، وتصرفاته حكيمة وأقواله مستقيمة وأن يربي الصغير على توقير الكبير.


٤٦٣ - مجمع الزوائد (٦/ ٢٣٠). وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن. أهـ وللحديث شواهد.
٤٦٤ - (٦/ ٢٣٠) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. أ. هـ. وسبق له شاهد نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>