للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٥ - * روى البزار عن عقبة بن وساج قال: كان صاحب لي يحدثني عن عبد الله بن عمرو في شأن الخوارج، فحججت، فلقيت عبد الله بن عمرو، فقلت: إنك بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جعل الله عندك علمًا، إن ناسا يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة. قال: على أولئك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسقاية من ذهب أو فضة فجعل يقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد لئن كان الله أمرك بالعدل فلم تعدل. فقال: "ويلك فمن يعدل عليكم بعدي"؟ فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في أمتي أشباه هذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم فإن خرجوا فاقتلوهم ثم إن خرجوا فاقتلوهم". قال ذلك ثلاثًا.

أقول: نفهم من كلام ابن عمرو: أن الطعن في الأمراء والحكام من أخلاق الخوارج، وهذه القضية لها تفضيلاتها. فأمراء العدل تجب علينا طاعتهم، وتحرم علينا غيبتهم لأن هذا يؤدي إلى خلخلة الثقة، وفي ذلك ما فيه من إفساد العباد والبلاد، أما أمراء الجور والكذب والضلال فهؤلاء ننصحهم إن استطعنا أو نجفوهم، ويصح الكلام فيهم إذا صحت النية وتحققت المصلحة كإبعاد مسلم عن تصديقهم في كذب أو طاعتهم في باطل أو ظلم إلى غير ذلك، ولا يعرف حدود ذلك إلا عليم حكيم زكي النفس، ولذلك كان من مهمات الرسل عليهم الصلاة والسلام: تلقين العلم والحكمة وتزكية الأنفس، والمسلمون بحاجة مستمرة إلى البيئات التي يجتمع لهم فيها تلقن العلم والحكمة وتزكية الأنفس.

٤٦٦ - * روى الحاكم عن شداد بن عبد الله أبي عمار قال شهدت أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه وهو واقف على رأس الحرورية عند باب دمشق وهو يقول: كلاب أهل النار- قالها ثلاثًا- خير قتلى من قتلوه. ودمعت عيناه. فقال له رجل يا أبا أمامة أرأيت قولك هؤلاء كلاب النار أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو من رأيك؟ قال إني إذًا لجريء، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً


٤٦٥ - كشف الأستار (٢/ ٣٥٩).
مجمع الزوائد (٦/ ٢٢٨). وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
٤٦٦ - المستدرك (٢/ ١٤٩). وصححه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>