للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كثرة التنازع في أمر دينهم، واختلافهم على أنبيائهم".

وفي رواية: "إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر عزمتُ عليكم، عزمتُ عليكم: أن لا تنازعوا فيه".

٥٠٨ - * روى الدارمي عن مروان بن الحكم، قال: قال لي عثمان بن عفان: إن عمر قال لي: إني قد رأيت في الجدِّ رأياً فإن رأيتم أن تتبعوه فاتبعوه. قال عثمان: إن نتبع رأيك فإنه رشد وإن نتبع رأيك فإنه رشد وإن نتبع رأي الشيخ قبلك فنعم ذو الرأي كان، قال: وكان أبو بكر يجعله أباً.

أقول: هذا دليل على أنه منذ عصر الصحابة كان يوجد أكثر من اجتهاد في بعض المسائل، ولا يرون في ذلك حرجاً ولا يرون في الأخذ بأحد الرأيين بأساً، ومن ههنا استقرت الأمة في النهاية على أن يتبع الإنسان أي إمام مجتهد بلا حرج.

٥٠٩ - * روى الدارمي عن حُميدٍ، قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جمعت الناس على شيء فقال: ما يسرني أنهم لم يختلفوا. قال: ثم كتب إلى الآفاق أو إلى الأمصار: لنقضِ كل قومٍ بما اجتمع عليه فقهاؤهم.

٥١٠ - * روى الدارمي عن عون بن عبد الله قال: ما أُحبُ أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا فإنهم لو اجتمعوا على شيء فتركه رجل ترك السنة ولو اختلفوا فأخذ رجل بقول أحدٍ أخذ السنة.


= (عزمت): عزمت عليكم، بمعنى: أقسمت عليكم.
٥٠٨ - الدارمي (٣/ ٣٥٤) كتاب الفرائض- باب في قول عمر في الجد. وإسناده صحيح.
٥٠٩ - الدارمي (١/ ١٥١) كتاب العلم - باب اختلاف الفقهاء. وإسناده صحيح.
٥١٠ - الدارمي في الموضع السابق. وفي أحد رواته تفصيل، والمعنى صحيح فمتابعة أئمة الهدى لا حرج فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>