للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهناك ديانات اندرست، فإذا ما قرأ المسلم عنها لا يفوته مواطن الكفر والانحراف فيها كالديانات اليونانية والمصرية والرومانية، وهناك ديانات لا زالت موجودة لا يغيب عن المسلم أن يعرف مواطن الكفر والضلال فيها كالبوذية والكونفوشيوسية والبرهمية واليهودية والنصرانية والصابئية والمانوية والزرادشتية، وهناك مذاهب فلسفية واجتماعية ظهرت قديماً كالفلسفة اليونانية والإباحية المزدكيّة، وهناك فلسفات معاصرة أو وسيطة ومذاهب اجتماعية واقتصادية وسياسية، وكل ذلك لا يغيب عن المسلم العارف بدينه أن يعرف مواطن الكفر والانحراف فيها.

قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (١).

وقد كلّف الله عز وجل الإنسان أن يؤمن بالله وأن يكفر بالطاغوت: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (٢).

ومن ههنا كان من معالم الإسلام الكبرى ألا يتابع المسلم أحداً فيما يدخل في باب الديانات. وقد أعطانا الله عز وجل نموذجين تفصيليين على انحرافات أمتين أنزل عليهما وحي وهما اليهود والنصارى، ولقد استمرَّت الانحرافات عند اليهود والنصارى بعد نزول القرآن الكريم حتى وصلوا إلى الإلحاد وإلى اللادينية والإباحية في الفكر الرأسمالي والفكر الشيوعي، فانحراف يوصل إلى انحراف وهكذا.

ولما كانت هذه الانحرافات أثراً عن أهواء أو جهل، ولما كان الإنسان مَظِنَّة الجهل والهوى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (٣) فإن احتمال أن تسري على أمتنا انحرافات الأمم قائم، ومن ههنا أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبَّهنا على ذلك وحذرنا منه وفيما يلي نصوص في ذلك.


(١) النحل: ٨١.
(٢) البقرة: ٢٥٦.
(٣) الإسراء: ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>