للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا حذرنا من متابعة انحرافات هؤلاء وهما الأشهر في الديانة والتدين فمن باب أولى غيرهم، ولذلك وجب على المسلم أن يفتش في ذاته وفي سلوكه وفي ولاءاته وفي انتماءاته وفي أعماله وأقواله وفي بيته وفي مواقفه عما إذا كان يواطئ غير المسلمين في شيء من انحراف عن الإسلام.

لقد كان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخالف سنة اليهود والنصارى والمجوس ليعلمنا الحذر من المواطأة إلا فيما أجازته شريعتنا.

لقد أخبرنا الله عز وجل أنه لم يترك أمة إلا أرسل لها رسولاً: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (١).

وقال عليه السلام: "أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" (٢).

والنصوص لم تصف كل الأمم التي أرسل لها رسل إلا ما ذكر عن بني إسرائيل وعن النصارى وبعض الأقوام، والديانات المعروفة قديماً وحديثاً كثيرة:

فهناك النصرانية واليهودية والبوذية والكونفوشيوسية والمجوسية ....

وهناك أديان بادت وانقرضت كالديانات المصرية القديمة والديانات اليونانية، والمعروف عنها أنها ديانات شِركيّة، وهناك الديانات الوثنية والشركيَّة، وبعضها لا زال موجوداً، ولئن لم يحدثنا القرآن عن كل الأديان فقد ذكر لنا ما نعرف به من خلال المذكور ما غاب عنا، فلا يغيب عمن قرأ القرآن وفهمه أن يعرف الهدى من الضلال، ليس في باب الديانات فحسب بل في باب المذاهب الفلسفية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها سواء في ذلك ما انتهى ودرس أو ما زال موجوداً.


(١) فاطر: ٢٤.
(٢) الترمذي (٥/ ٢٢٦) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن ٣ - باب ومن سورة آل عمران.
وقال: هذا حديث حسن.
والمستدرك (٤/ ٨٤). وقال: صحيح الإسناد.
وقال الحافظ عنه: حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>