للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كعب الأحبار. ولكن هل المراد في الرواية أيام كأيامنا متتابعة متعاقبة، أو كأيامنا وبأسمائها غير متتابعة ولكن متعاقبة؟ معارف العصر تؤكد الثاني.

وعلى هذا التأويل للحديث، وعلى فرض صحته فإنه قوله تعالى في سورة فصلت [١٠]: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} يكون محمولاً على أن الله تعالى قد جعل فيها ذلك حكماً وقد أظهر ذلك فيما بعد.

٥٧٠ - * روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم عليه السلام، وطوله ستون ذراعاً، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك- نفرٍ من الملائكة- فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله. فكل من يدخل الجنة على صورة آدم". قال: "فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن".

وفي رواية (٢). "خلق آدم على صورته".

قال محقق الجامع

الضمير في "صورته": يعود إلى آدم، كما بينته الرواية الأخرى قبل هذه.

أقول: هل كان طول آدم عندما أهبط إلى الأرض ستين ذراعاً، أو أن ذلك كان طوله وهو في السماء فلما أهبط إلى الأرض نقص طوله ثم تناقص الخلق بعد ذلك، أو أنه هبط إلى الأرض بهذا الطول ثم تناقص طول ذريته شيئاً فشيئاً؟ الظاهر: الثاني. والحفريات تثبت أن الإنسان كان أكبر حجماً منه الآن وكان يعيش في العادة فترة أطول. والقياس العقلي يقتضي ذلك:


٥٧٠ - البخاري (٦/ ٣٦٢) ٦٠ - كتاب أحاديث الأنبياء، ١ - باب خلق آدم وذريته.
مسلم (٤/ ٢١٨٣) ٥١ - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، ١١ - باب يدخل الجنة أقوام، أفئدتهم مثل أفئدة الطير.
(٢) مسلم: الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>