للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (١)، {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} (٢).

وهو جل جلاله له الألوهية والمالكية والربوبية: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ} (٣) ومقتضى ربوبيته ومالكيته وألوهيته أن يقدم له الخلق العبادة والعبودية {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٤)، {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} (٥)، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} (٦).

والعبادة تقتضي القيام بالشعائر، والعبودية تقتضي مع العبادة القيام بالشرائع، ومن ههنا كان لله عز وجل المالكية المطلقة {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} (٧) {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} (٨).

فواجب الخلق الاستسلام لله عز وجل فيما أخبر ونهى وأمر، وذلك هو الإسلام الذي بعث به رسله عليهم الصلاة والسلام وقد حاول المصنفون في العقائد خلال العصور أن يصطلحوا لبعض ما ذكرناه:

فسموا صفة الوجود للذات الإلهية صفة نفسية.

وسموا الصفات القائمة بالذات الإلهية الصفات الوجودية أو صفات المعاني وهي الصفات السبع: العلم والإدارة والقدرة والحياة والسمع والبصر والكلام.

وسموا الصفات التي وردت في سورة الإخلاص وهي التي تميز العقيدة الإسلامية تمييزاً جوهرياً بالصفات السلبية وهي: الوحدانية والقدم والبقاء والقيام بالنفس والمخالفة للحوادث.

وسموا الأسماء التي هي أثر قدرة الله عز وجل بصفات الفعل كالمعز والمذل والمحيي والمميت.


(١) طه: ١١٠.
(٢) الأنعام: ١٠٣.
(٣) الناس: ١، ٢، ٣.
(٤) الذاريات: ٥٦.
(٥) النساء: ١٧٢.
(٦) الإسراء: ١.
(٧) الأعراف: ٥٤.
(٨) الأنعام: ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>