خلف فيشنو أباه برهما في نظر الهنود فصاروا لا يوجهون عبادتهم إلا إليه، أما برهما فتركوه في راحة زاعمين أنه أدى وظيفته وانتهى دوره" أ. هـ.
وينقل أبو زهرة في مقارناته بين الأديان عن كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ما يلي: (كرشنة: هو الخلص والفادي والمعزي والراعي الصالح والوسيط وابن الله والأقنوم الثاني من الثالوث المقدس، وهو الآب والابن وروح القدس".
قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنة ابن الله. وقالوا يحق للكون أن يفاخر بابن هذه الطاهرة) ا. هـ.
وينقل أبو زهرة في مقارناته بين الأديان عن كتاب دوّان وكتاب الملاك المسيح عن بوذا:(كان تجسد بوذا بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا).
(لما نزل بوذا من مقعد الأرواح ودخل في جسد العذراء مايا صار رحمها كالبلور الشفاف النقي وظهر بوذا فيه كزهرة جميلة).
(وقد عمد بوذا المخلص حين عمادته بالماء وكان روح الله حاضراً وهو لم يكن الإله العظيم فقط بل وروح القدس الذي فيه صار تجسد كوتاما لما حل على العذراء مايا) ا. هـ.
ولقد قال المصريون القدامى بالتثليث:"أوزيريس"- "إيزيس" زوجته ومنهما جاء "هوروس"، ومن اعتقاداتهم- كما في كتاب (مقارنات بين الأديان) -:
(إن روح الإله هوروس ذات ثلاث شعب أولاها: الروح الدنيا، وهي التي تحل في فرعون الزمان، ثم تنتقل إلى من يليه، وتفيض عليه بقدسيتها، والثانية: الروح العليا الحاكمة في السموات والأرضين، والثالثة: روح تبقى في جسد فرعون الميت، وتقوم بالنصح لفرعون الحي. ولا تبقى هذه الروح إلا إذا بقي الجسم متماسكاً، ولذا أعملوا الحيلة لذلك، وبنوا الأهرام وشيدوها لتكون حفاظاً للجسم) ا. هـ.
أقول: وهكذا نجد إحدى الأباطيل الكبرى تنتقل من أمة إلى أمة في باب الإلهية حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالدين الحق فوضع الأمر في نصابه، قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا