للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - القائلون بالخلق مع الإيمان بعدم التدخل وإنما هي أسباب وقوانين ولا دخل للإرادة الإلهية أو القدرة الإلهية.

وهذه الفرق الثلاثة كافرة بإجماع أهل السنة والجاعة.

٤ - القائلون بالخلق مع الإيمان بالقوة المودعة والتدخل الجزئي.

وقد اختلف أهل السنة والجاعة في هؤلاء فمن مُكفِّرٍ ومن مُضَلِّل.

٥ - القائلون بالخلق واحتياج هذا الخلق إلى إمداد مستمر، وأن كل شيء ابتداء إنما كان بعلم الله وإرادته وقدرته، وأن الإمداد الإلهي مستمر، فكل شيء بعلم الله وإرادته وقدرته بدءاً واستمراراً.

هؤلاء القائلون بمسألة خلق العبد وأفعاله وكل شيء ابتداءً وانتهاءً واستمراراً هم أهل السنة والجماعة. ولهذه العقيدة تشهد النصوص. وبعض العلماء الذين لم يتلقوا عقائد أهل السنة والجماعة يغلطون في هذا الأمر ويغلِّطون، وهم على مذهب المعتزلة ولا يشعرون، وما ذلك إلا لغلبة الحس عليهم؛ لأن المسألة تدور بين صور:

١ - علم الله أزلاً فأراد فأبرز بقدرته.

٢ - أو علم الله ولم ايراد وحدث شيء غصباً عنه

٣ - أو علم ولم يرد وأعطى الخلق قدرة.

٤ - أو علم ولم يرد وأبرز بقدرته.

٥ - أو علم ولم يرد ولم يبرز بقدرته.

الصورة الأولى هي التي تتفق وجلال الربوبية، والإيمان بها هو الذي يتحقق معه التكليف بالعبودية، وتنسجم مع فكرتيْ التوكل والدعاء، وهي مظهر كل الله الأرق والأعلى، وذلك يتفق مع قوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (١)، والصورة الأولى هي التي تحقق الإيمان بالقدر.


(١) الأنبياء: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>