للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتبه الله عليَّ قبل أن يخلق السموات والأرض؟ " قال: "فحج آدم موسى".

٦٢٠ - * روى أبو داود عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن موسى عليه السلام قال: يارب، أرنا آدم الذي أخرجنا وتفسة من الجنة. فأراه الله آدم، فقال له: أنت أبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الأسماء، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له آدم: ومَنْ أنت؟ قال: أنا موسى. قال: أنت الذي"- وذكر نحو حديث أبي هريرة وأتم منه- قال فيه: "أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب، ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم. قال: فما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم. قال: فِلمَ تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبلي؟ " قال رسول الله عند ذلك: "فحج آدم موسى".

أقول: الملاحظ أن آدم عليه السلام عندما وقع في الذنب تاب واستغفر ولم يحتج على الله بالقدر، وذلك منه قيام بحق التكليف فقال: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (١)، ولكن عندما انتقل من دائرة التكليف بوفاته وانتقاله احتج بقدره على موسى عليه السلام، ومن ههنا نعرف أدب المسلم أنه في هذه الدار يؤمن بالقدر ويقوم بالتكليف، وإذا واقع المعصية تاب إلى الله وأناب، وفي كل الأحوال في الدنيا والآخرة لا يفعل ما يفعله المشركون بأن يحتجوا على صحة ما هم فيه من الكفر والشرك والمعاصي بمشيئة الله فذلك فعل الكافرين: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (٢).

٦٢١ - * روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن


٦٢٠ - أبو داود (٤/ ٢٢٦) كتاب السنة- باب في القدر. وإسناده حسن.
(١) الأعراف: ٢٣.
(٢) النحل: ٣٥.
٦٢١ - الترمذي (٤/ ٤٤٣) ٣٣ - كتاب القدر ١ - باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>