للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يا رسول الله، الا أن تخبرنا. فقال للذي في يده اليمني: "هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ولا يُنقص منهم أبداً". ثم قال للذي في شماله: "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً، قال أصحابه: ففيم العملُ يا رسول الله إن كان أمر قد فُرِغ منه؟ فقال: "سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يُختم له بعمل أهل الجنة وإن عَمِلَ أي عَمَلٍ، وإن صاحب النار يُختم له بعمل أهل النار وإن عَمِل أيَّ عملٍ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه، فنبذهما، ثم قال: "فَرَغَ ربكم من العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير".

٦٥٠ - * روى مسلم عن عِمران بن حُصينٍ رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، أعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار؟ قال: " نعم". قال: ففم يعمل العاملون؟ قال: "كلٌ ميسرٌ لما خُلق له".

وفي رواية للبخاري (١)، أيُعرف أهل الجنة من النار؟ قال: "نعم". قال: فَلِمَ يعمل العاملون؟ قال: "كلٍّ يعمل لما خُلِق له" أو "لما يُسِّر له".

ولمسلم (٢) من رواية أبي الأسود الدِّيلي، قال: قال لي عِمران بن حُصين: أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه، أشيءٌ قُضي عليهم ومضى عليهم من قَدَرٍ قد سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم؟ فقلت: بل شيءٌ قُضي عليهم شيء ومضى عليهم. قال: أفلا يكون ظُلماً؟ قال: ففزعت من ذلك فزعاً شديداً، وقلت: كل شيءٍ خَلقُ الله ومِلك يده، فلا يُسأل عما يفعل وهم يسألون. فقال لي: يرحمك الله، إني


= (سددوا وقاربوا) السداد: الصواب في القول والعمل، والمقاربة: القصد فيهما.
(أجمل على آخرهم) أجملتُ الحسابَ: إذا جمعتُه وكملتُ أفراده، أي: جمعوا، يعني أهل الجنة وأهل النار عن آخرهم، وعقدت جملتهم، فلا يتطرق إليها زيادة ولا نقصان.
٦٥٠ - مسلم (٤/ ٢٠٤١) ٤٦ - كتاب القدر، ١ - باب كيفية الخلق الآدمي ... إلخ.
وأبو داود (٤/ ٢٢٨) كتاب السنة، باب في القدر.
(١) البخاري (١١/ ٤٩١) ٨٢ - كتاب القدر، ٢ - باب جف القلم على علم الله.
(٢) مسلم: في الموضع السابق. =

<<  <  ج: ص:  >  >>