للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية لمسلم (١) أن ابن مسعود قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووددت أني كنت معه. لم يزد على هذا.

وروى أبو داود (٢) منه طرفًا، قال: قلت لعبد الله بن مسعودٍ: من كان منكم ليلة الجن مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان معه منا أحد. لم يزد على هذا.

٧٢٨ - * روى الطبراني عن الزبير بن العوام قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح في مسجد المدينة فلما انصرف قال: "أيكم يتبعني إلى وفد الجن الليلة؟ " فأسكت القوم فلم يتكلم منهم أحد، قال ذلك ثلاثًا، فمر بي يمشي فأخذ بيدي، فجعلت أمشي معه حتى خنست عنا جبال المدينة كلها، وأفضينا إلى أرض بزار فإذا رجال طوال كأنهم الرماح مستذفري ثيابهم من بين أرجلهم، فلما رأيتهم غشيتني رعدة شديدة حتى ما تمسكني رجلاي من الفرق، فلما دنونا منهم خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبهام رجله في الأرض خطأ، فقال لي: "اقعد في وسطه". فلما جلست ذهب عني كل شيء كنت أجده من ريبة، ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهم فتلا قرآنًا رفيعًا حتى طلع الفجر، ثم أقبل حتى مر بي فقال لي: "الحق". فجعلت أمشي معه فمضينا غير بعيد فقال لي: "التفت فانظر هل ترى حيث كان أولئك من أحد؟ ". قلت: يا رسول الله أرى سوادًا كثيرًا. فخفض رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى الأرض فنظم عظمًا بروثة ثم رمى به إليهم، ثم قال: "رشد. أولئك مني، وفد قوم هم وفد نصيبين سألوني الزاد فجعلت لهم كل عظم وروثة". قال الزبير: فلا يحل لأحد أن يستنجي بعظم ولا روثة أبدًا.


(١) مسلم (١/ ٢٢٢) نفس الكتاب والباب السابقين.
(٢) أبو داود (١/ ٢٢) كتاب الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ.
٧٢٧ - المعجم الكبير (١/ ١٢٥).
مجمع الزوائد (١/ ٢٠٩). وقال: إسناده حسن، ليس فيه غير بقية وقد صرح بالتحديث.
(خنست) خنس عنه: تأخر، وبابه دخل ونصر.
(براز) البراز: الفضاء الواسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>