للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فدخل ابن عمر على حفصة - وقد بلغها - فقالت له: رحمك الله، ما أردت من ابن صياد؟ أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما يخرج [أي الدجال] من غضبة يغضبها؟).

وفي رواية (١): كان نافعٌ يقول: ابن صياد قال: قال ابن عمر: لقيته مرتين، فلقيته مع قومه، فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قالوا: لا والله. قال: قلت: كذبتموني، والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالًا وولدًا، وكذلك هو زعموا اليوم، قال: فتحدثنا، ثم فارقته. قال: فلقيته لقية أخرى، وقد نفرت عينه. قال: فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري. قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه. قال: فنخر كأشد نخير حمار سمعت.

قال: فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصًا كانت معي حتى تكسرت، وأما أنا: فوالله ما شعرت. قالوا: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين، فحدثها، فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أنه قد قال: (إن أول ما يبعثه على الناس غضبةٌ يغضبها؟).

٨٠٤ - * روى أبو داود، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة.

٨٠٥ - * روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: صحبت ابن صياد إلى مكة، فقال لي: أما قد لقيت من الناس، يزعمون أني الدجال؟ ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنه لا يولد له)؟ قال: قلت: بلى. قال: فقد ولد لي، أوليس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل المدينة ولا مكة)؟ قال: قلت: بلى. قال: فقد ولدت بالمدينة، وها أنا ذا أريد مكة. ثم قال في آخر قوله: أما والله إني لأعلم مولده ومكانه، وأين هو. قال فلبسني.


= مسلم (٤/ ٢٢٤٦، ٢٢٤٧) في الموضع السابق.
٨٠٤ - أبو داود (٤/ ١٢١) كتاب الملاحم، باب في خبر ابن صياد.
وإسناده صحيح. وصحح الحافظ في الفتح إسناده وقال: وهذا يضعف ما تقدم أنه مات بالمدينة، وأنهم صلوا عليه وكشفوا عم وجهه.
٨٠٥ - مسلم (٤/ ٢٢٤١، ٢٢٤٢) ٥٢ - كتاب الفتن، ١٩ - باب ذكر ابن صياد.

<<  <  ج: ص:  >  >>